الأطفال والإيمان بالله
تربية الأطفال تحتاج لرعاية واهتمام خاص ؛ والإيمان يعد أول أساس من أسس التربية لكي ينشأ الطفل نشأة صحيحة وسليمة. وفي بداية الأمر الإيمان يُقصد به إشعار وتعليم الطفل بأن الله موجود ولابد أن يتم الإيمان به وأنه هو خالق كل شيء من حولنا.
عقيدة الإيمان موجودة لدي كل إنسان بالفطرة مما يعني أنها متواجدة لدى الطفل بالفطرة ؛ وهذا يفسر لنا سبب الاستعداد الذي نجده لدى الطفل عن تلقي أسس التربية في الإيمان بالله ؛ بمعنى أن الطفل يولد مؤمن وهذا يتضح عند وصول الطفل لمرحلة الإدراك فيدرك معنى الوجود والإيمان بخالق الكون من حوله.
استعداد الأطفال الفطري للإيمان
يعد الاستعداد الفطري للإيمان كنز منحه الله لنا ويجب على كل مربي يقوم بتربية الأطفال أن يستفيد منه ؛ فالثروة الفطرية المتكونة لدى الطفل لابد وأن يستفيد منها كل مربي من أجل أن يفهم الطفل أن الخالق هو الله وأن الله هو الذي يرزقنا ويطعمنا وأن الله هو الذي أوجد الليل والنهار.
ومع نضوج الطفل يمكننا أن نوضح له أن الله يراقب أفعالنا ويطلع علينا ولكننا لا نراه وذلك من أجل أن يحاسبنا علي الحسنات والسيئات.
أثر الإيمان في نفس الطفل
1- الإيمان يجعل الطفل بل الإنسان سعيداً ؛ مدركاً أن كل الأمور يسيرها الخالق.
2- جميع الفطريات الروحية والفضائل الخلقية تستيقظ في ظل القوة التنفيذية للإيمان.
3- يضاف لما سبق أن الإيمان يجعل الأطفال يشعرون بالراحة والطمأنينة وعدم القلق من المستقبل.
واجب الآباء والأمهات في تربية الأطفال على الإيمان
يقع علي الآباء والأمهات عبء تنمية وزيادة المشاعر الإيمانية داخل نفوس الأطفال ؛ وذلك أمر من السهل تنفيذه من خلال إيقاظ فطرة عبادة الله التي ولد بها الطفل في الأساس ؛ فيمارس الأب أمام الطفل بعض العبادات التمرينية مثل الصلاة.
ولقد استأثر موضوع التربية الدينية للأطفال بقسط وافر من اهتمام الرسول صلي الله عليه وسلم إلى درجة بلغت أن تبرأ النبي من الآباء المهملين لمهمة رعاية الأبناء وتربيتهم تربية دينية ؛ وهو يقول في هذا الأمر ( ويلٌ لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل: يا رسول اللَّه، من آبائهم المشركين؟ فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض ، وإذا تعلّم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرضٍ يسير من الدنيا. فأنا منهم بريء وهم مني براء ).
أساليب غرس التربية الإيمانية لدى الأطفال
يمكن استخدام أساليب وفنون مختلفة لدفع الأطفال نحو الصلاة والدعاء. وهذه الفنون مستخدمة في التربية عموماً ويمكن اعتمادها في التربية الدينية وغرس قيم الإيمان وهي كالآتي :
أولاً أساليب التوعية : من خلال أن نوضح للطفل آيات القرآن ونذكره بها دائماً.
ثانياً الأساليب العاطفية : يمكن تربية الطفل تربية إيمانية من خلال استخدام عاطفة الحب والحنان فهي مشجعة جداً للطفل.
ثالثا ً أساليب النصح : يمكن تعليم الطفل الدين والعقيدة من خلال بعض النصائح الإرشادية ولكن بلهجة تغلفها المشاعر والعاطفة.
من خلال ما ذكرناه عن غرس الإيمان في نفوس الأطفال ؛ سنجني أطفالاً يحملون عقيدة سليمة وأخلاق إسلامية حميدة.